بيان شفوي للبرلمان

الصراع بين إيران وإسرائيل: تصريح وزير الخارجية

أدلى وزير الخارجية بتصريح في مجلس العموم يوم 16 يونيو 2025 لإطلاع المجلس على المستجدات بشأن الصراع بين إسرائيل وإيران.

أود أن أذكّر المجلس بأن وزارة الخارجية تستجيب لأزمتين هذا الأسبوع.

زميلي، الوزير فولكنر، سوف يُطلعكم على الجهود الواسعة التي تبذلها الحكومة لمساعدة من فقدوا أحباءهم في حادث تحطم طائرة خطوط الهند يوم الخميس.

قبل تسعة أيام فقط كنت في زيارة إلى دلهي، لتعزيز أواصر الصداقة بين بلدينا. والآن يشعر كلا بلدينا بالحزن معا. وإنني أعرب عن مواساتي لكل من فقدوا أحباء لهم.

أود الآن أن ألتفت إلى الشرق الأوسط.

في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة، شنت إسرائيل ضربات جوية واسعة في أنحاء إيران. كان من بين الأهداف مواقع عسكرية، بما فيها موقع التخصيب في ناتانز، وكذلك قيادات عسكرية أساسية وعلماء نوويين.

وقد شهدت 72 ساعة الماضية توجيه صواريخ بالستية وهجمات باستخدام مسيرات في أنحاء إسرائيل، ما أفضى إلى مقتل 21 شخصا على الأقل وإصابة مئات آخرين.

والضربات الجوية الإسرائيلية استمرت، بما في ذلك ضد أهداف في طهران، حيث أفادت السلطات الإيرانية بوقوع عشرات الإصابات.

قال رئيس الوزراء نتنياهو بأن عملياته سوف “تستم� لما يلزم من الأيام للقضاء على التهديد�.

والمرشد الأعلى خامنئي قال بأن إسرائيل “عليه� أن تتوقع عقابا شديدا�.

في أزمة كهذه، أولويتنا هي بالطبع أحوال الرعايا البريطانيين.

لذا في يوم الجمعة عمدنا سريعا إلى تشكيل فريق في لندن وفي المنطقة استجابة للأزمة، ويوم أمس أعلنتُ بأننا ننصح الآن بعدم السفر نهائيا إلى إسرائيل، إلى جانب نصيحتنا المستمرة منذ وقت بعدم السفر إلى إيران.

واليوم أقول للمجلس بأننا نطلب من جميع الرعايا البريطانيين في إسرائيل تسجيل تواجدهم مع وزارة الخارجية، لكي نتمكن من مشاركة معلومات مهمة معهم بشأن الوضع ومغادرة البلاد.

كما أعلن اليوم بأننا حدّثنا نصائحنا بشأن السفر للإشارة إلى نقاط العبور البرية، وأرسلنا فرقا للاستجابة السريعة إلى كل من مصر والأردن لتعزيز تواجدنا القنصلي قرب الحدود مع إسرائيل، وهذه الفرق تقدم بالفعل المساعدة للرعايا البريطانيين على الأرض.

لقد أغلقت إسرائيل وإيران مجالهما الجوي إلى حين إشعار آخر، وبالتالي فإن قدرتنا على تقديم الدعم في إيران محدودة للغاية. لذا ينبغي على الرعايا البريطانيين في المنطقة مراقبة نصائحنا بشأن السفر لمعرفة التحديثات.

إن الوضع يشهد تطورات سريعة. ونحن نتوقع مزيدا من الضربات في الأيام القادمة. وذلك يشكل خطرا كبيرا في المنطقة.

أريد أن أقول بوضوح بأن المملكة المتحدة ليس لها أي دور في الضربات ضد إيران. بل هذه عملية عسكرية تنفذها إسرائيل.

وليس من المستغرب أن إسرائيل تعتبر برنامج إيران النووي يشكل تهديدا لوجودها.

حيث قال خامنئي في 2018 بأن إسرائيل هي “ور� خبيث� يجب “استئصال� والقضاء عليه�.

لطالما دعمنا أمن إسرائيل � لهذا السبب سعت بريطانيا إلى منع إيران من امتلاك سلاح نووي، من خلال سبل دبلوماسية مكثفة.

ونحن نتفق مع الرئيس ترامب حين يقول بأن المفاوضات ضرورية ويجب أن تفضي إلى اتفاق.

ولطالما كان ذلك هو رأي “المجموع� الأوروبية الثلاثية� � بريطانيا وفرنسا وألمانيا � التي عملنا معها بشكل وثيق حول هذه المسألة.

وهو كذلك رأي جميع دول مجموعة السبع التي تساند جهود مبعوث الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف.

كما أنه، على امتداد أكثر من عقدين من الزمن، رأي جميع الأحزاب في هذا المجلس.

حيث قاد كل من لورد كاميرون ولورد هيغ جهودا دبلوماسية بهذا الصدد. وكذلك فعلت البارونة ماي، وحكومتنا هذه واصلت السعي في المفاوضات، إلى جانب فرنسا وألمانيا، في خمس جولات مع المحادثات مع إيران في هذه السنة.

تقييمنا واقعي بشأن أفضل السبل لمعالجة هذا التهديد الخطير. أساسا، لا يمكن لأي عمل عسكري أن يضع نهاية لقدرات إيران النووية.

في الأسبوع الماضي تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا ضد إيران بشأن عدم الامتثال، وهو أول استنتاج كهذا تتوصل إليه الوكالة منذ 14 سنة.

فالتقرير الشامل الصادر عن المدير العام للوكالة يتناول بالتفصيل عدم إفصاح إيران عن مواد نووية. وتظل إيران هي الدولة الوحيدة التي لا تمتلك أسلحة نووية، بيد أنها تخزن يورانيوم بهذه المستويات العالية الخطيرة. حيث إجمالي مخزونها من اليورانيوم المخصب يبلغ الآن 40 ضعف الحد المسموح به بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، وبرنامجها النووي جزء من نمط أوسع من النشاطات المزعزعة للاستقرار.

وقد اتخذت الحكومة البريطانية إجراء حازما ردا على ذلك.

حيث حين نقلت إيران صواريخ بالستية لاستخدامها في حرب روسيا غير المشروعة في أوكرانيا، فرضنا عقوبات واسعة شملت شركة طيران إيران، وألغينا اتفاقية الخدمات الجوية بيننا.

وفي التصدي للتهديدات غير المقبولة من الحرس الثوري الإيراني هنا في المملكة المتحدة � حيث جرى إحباط 20 محاولة منذ 2022 � وجهت هيئة الادعاء العام لأول مرة الاتهام لمواطنين إيرانيين بموجب قانون الأمن القومي. وصنّفنا الدولة الإيرانية، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني، ضمن فئة أعلى في نظامنا الجديد بشأن تسجيل النفوذ الأجنبي.

إن اتساع رقعة الحرب له عواقب وخيمة وغير متوقعة، بما في ذلك على شركائنا في الأردن والخليج.

الأهوال في غزة تتفاقم سوءا، والتوترات في لبنان وسورية والعراق ترتفع، والتهديد من جانب الحوثيين مستمر.

لهذا السبب فإن نظرة الحكومة الراسخة، كما كانت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي وقت الهجوم بصواريخ بالستية على إسرائيل، هي أن التصعيد في المملكة المتحدة ليس في مصلحة بريطانيا، ولا في مصلحة إسرائيل ولا إيران ولا المنطقة.

فهناك مئات آلاف الرعايا البريطانيين يعيشون في المنطقة. وباعتبار إيران واحدة من أكبر منتجي النفط، وكون خُمس إجمالي الاستهلاك العالمي للنفط يمر عبر مضيق هرمز، فإن تصعيد الصراع يشكل خطرا حقيقيا على الاقتصاد العالمي.

ومع استمرار هطول الصواريخ، لدى إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها. لكن أولويتنا الآن هي التهدئة.

ورسالتنا لكل من إسرائيل وإيران واضحة: التراجع، وضبط النفس، وعدم الانجرار لما هو أعمق في صراع كارثي لا يمكن لأحد السيطرة على تداعياته.

لقد ترأس رئيس الوزراء يوم الجمعة اجتماع اللجنة المركزية للاستجابة للأزمات لبحث الوضع، وتحدث مع رئيس الوزراء نتنياهو، والرئيس ترامب، وولي عهد السعودية محمد بن سلمان.

وهو يحضر حاليا قمة مجموعة السبع في كندا، حيث يبحث مع أقرب حلفائنا سبل تهدئة التوترات.

كما أرسلت الحكومة عتادا للمنطقة، بما في ذلك طائرات لتقديم الدعم الطارئ للقوات البريطانية، وربما لحلفائنا في المنطقة الذين يقلقهم تصاعد الصراع.

وطوال 72 ساعة الماضية بذلتُ إلى جانب وزير شؤون الشرق الأوسط جهودا مضنية في محاولة إيجاد مساحة للدبلوماسية.

كما تحدثتُ مع كل من وزير الخارجية الإسرائيل ساعر ووزير الخارجية الإيراني عراقجي، مشددا على تركيز بريطانيا على التهدئة.

كما التقيت وزير الخارجية السعودي فيصل. وأجريت اتصالات مع وزير الخارجية الأمريكي روبيو، والمفوض السامي للاتحاد الأوروبي كالاس، ومع نظرائي في فرنسا وألمانيا والإمارات وقطر وعمان والأردن وتركيا والعراق.

هذه المحادثات تشكل جزءا من جهود جماعية للحيلولة دون تصاعد الصراع.

إن هذه الأزمة الجديدة قد نشأت بينما الوضع الإنساني الفظيع في غزة ما زال مستمرا.

ففي عطلة نهاية الأسبوع، أفادت مستشفيات في غزة بمقتل أكثر من 50 شخصا وإصابة ما يربو على 500 آخرين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.

حكومتنا لن تتغاضى عن الكارثة الإنسانية في غزة. ولن نتوقف عن المطالبة برفع القيود على دخول المساعدات ووقف إطلاق النار فورا.

كذلك لن ننسى الرهائن. فصباح اليوم التقيت مع يوشفيد ليفشتز وعائلتها، التي كان في شجاعتها ووقارها في مواجهة همجية حماس تذكير لمحنة من لا يزالون محتجزين بقسوة في غزة.

إننا لن نتوقف في سعينا إلى تحرير الرهائن وإنهاء تلك الحرب.

رؤيتنا تظل ثابتة. وضع نهاية لبرنامج إيران النووي ونشاطها في زعزعة استقرار المنطقة. وإسرائيل تنعم بالأمان ضمن حدودها وتعيش بسلام مع جيرانها. ودولة فلسطينية ذات سيادة، في سياق حل الدولتين.

والدبلوماسية لا عنى عنها في سبيل تحقيق كل من هذه الأهداف. ولسوف تواصل بريطانيا الضغط على جميع الأطراف لاختيار مسار دبلوماسي للخروج من هذه الأزمة.

وإنني أعهد بهذا التصريح للمجلس.

Updates to this page

تاريخ النشر 16 يونيو 2025